فوائد لابن حميد صاحب السحب الوابلة على نسخته من ذيل طبقات الحنابلة
 

الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على من لانبي بعده
وبعد: فهذه فوائد ولطائف علقها الشيخ محمد بن حميد(ت:1295هـ) صاحب السحب الوابلة، على هامش نسخته من ذيل طبقات ابن رجب، وها أنا أنقل بعضها إحياء لذكر مؤلفه، وليستفاد من فوائده، ولم أنقل كل ماحشى لكثرتها، وإنما أنقل بعضها ، وقد استدرك أعلاما لم يترجم لهم الحافظ ابن رجب ، وعلقها على الهامش وقد ذكر في نهاية الذيل أنه سيؤلف كتاباً يكمل به الذيل فهل وفى بذلك؟! وهذا أوان الشروع في ذكرها والتعويل في العزو للذيل على طبعة الفقي ، والله الموفق .

صاحب السحب الوابلة في ترجمة ابن البنا(11/ب) :
1-" قال الجلال السيوطي في بغية الوعاة [496/1] عن ابن النجار، أن الخطيب البغدادي لما صنف تاريخه قال ابن البنا: ذكرني الخطيب بالصدق أو الكذب؟ قالوا: ماذكرك أصلاً، قال : ليته ذكرني ولو في الكذابين، وكانت له حلقة بجامع القصر ، وأخرى بجامع المنصور ، واحد للفتوى وأخرى للحديث" انتهى.
2- في ترجمة إسماعيل بن حمد(31/أ) (89/1) ط الفقي وفيها إسماعيل بن أحمد! (206/1) ط العثيمين قال ابن رجب في آخر الترجمة :" وكان حافظا مكثراً، قديم الحديث" قال ابن حميد: "كان حقه أن يقدم في موضعه" أي يجعل في أول الترجمة لا آخرها.
3- في (33/ب)(98/1) عند ذكر محمد بن منصور قال ابن حميد: "رئي الحافظ ابن ناصر النبيﷺ ، وأمره له باتباع عقيدة الإمام أحمد فتحول حنبلياً بعد أن كان شافعي المذهب".
4- قال عن كتاب التمهيد لأبي الخطاب في ترجمته (38/أ): " كتاب جليل حافل ، جامع لأصول المذاهب بأدلتها وأجوبتها، وهو كتاب عظيم في هذا الفن، مجلدٌ ضخم، رأيته وطالعته مدة واستفدت من جواهر بحره التيار، وهو عند مولانا العلامة، الجامع بين الشريعة والطريقة، السيد :محمد السنوسي الحسني، نفعنا الله ببركاته، آمين، كتبه الحقير محمد بن عبدالله بن حميد الحنبلي لطف الله به".
5- أيضاً : "ولأبي الخطاب قصيدة في العقيدة السنية، بليغةٌ سنية مطلعها، وفي آخرها : قَـالُوا : أَبَـانَ الكَلْـوَذَانِـيُّ الـهُـدَى
قُـلْتُ : الَّذِي فَوقَ السَّمَـاءِ مُؤَيِّـدِي "
6- في ترجمة ابن عقيل حين ذكر ابن رجب كتاب الفنون لابن عقيل واختلاف الأقوال في عدد مجلداته قال (48/ب): " والجمع بين هذه الأقوال أن المجلدات تتفاوت".
7- في ترجمة ابن عقيل أيضاً: "كتاب الجدل مما من الله به على الحقير بخط: محمود بن الصقال 564هـ". وهذه النسخة أعتمدها جورج مقدسي في نشرته، ومن ثم الدكتور علي العميريني.
8- في ترجمة ابن عقيل أيضاً في ذكر اختياراته قال ابن رجب: "واختار: أنه لايجوز الصلاة على القبر في شيء من أوقات النهي بخلاف صلاة الجنازة ، وخالفه بعض مشايخ أصحابنا في زمنه" قال ابن حميد:" وما اختاره هو المذهب" ينظر : الإنصاف (250/4-215) لكن اختيار ابن عقيل فيه إطلاق، والمذهب على تقييد جواز الصلاة بعد الفجر والعصر وماعداها -أي الثلاث الباقية -على النهي، فليتأمل!.
9-في ترجمة ابن عقيل أيضاً: في وفاة ولده عقيل: قال ابن رجب :" توفي سنة عشر وخمسمائة....وكان له من العمر سبع وعشرون" قال ابن حميد : " هذا لاينتظم مع تاريخ ولادته" ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وعليه فعمره حين وفاته:29 سنة.
10- في (57/أ) قال ابن رجب نقلا عن ابن الجوزي عن المترجم له وهو أحمد الدينوري: "...يابني، إن الفقهاء قد اختلفوا في وجوب قراءة الفاتحة خلف الإمام. ولم يختلفوا في أن الاستفتاح سنة، فاشتغل بالواجب ودع السنة" قال ابن حميد:" رد هذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه وأطال".
11- في (81/أب): " عندي أول كتاب الهداية في الفقه لأبي الخطاب، وعليه خط الشيخ عبدالقادر،بقراءة ولده عبدالجبار عليه..".
12- في ترجمة ابن الجوزي عند ذكر مصنفاته:
"قوله[أي ابن رجب] أن الباز الأشهب في الفقه، أخبرني المرحوم العلامة الورع الزاهد العابد أبو بكر الأحسائي أنه موجود عنده وأنه في العقائد ، وأنه صغير الحجم ، والله أعلم".
13-في ذكر مصنفات الجوزي كذلك:
كتاب الوفا بفضائل المصطفى قال ابن حميد:" اختصره العلامة الشيخ محمد السفاريني وزاد فيه".
14- في ترجمة الحافظ عبدالغني المقدسي: قال ابن رجب:" ولما وصل إلى مصر أخيرا.." قال ابن حميد: هذا يخدش قول ابن النجار السابق، أنه أقام بمصر خاملاً إلى أن مات" وابن النجار هذا المؤرخ لا صاحب المنتهى.
15-ساق ابن رجب(106/2) حديثا في صحيح البخاري رقم(497) قال ابن حميد: "هذا الحديث من ثلاثيات البخاري، وبينه وبين ابن رجب سبعة، فصار من روايات ابن رجب العالية!".
16- في (200/2) حديث النبي ﷺ (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) رواه البخاري برقم(4611)، قال ابن حميد: "هذا الحديث من ثلاثيات البخاري ، ومن سماعيات المؤلف[ابن رجب] ، وأظنه أعلى سند في زمنه!".
17- في ترجمة ابن أبي عمر قال: "مناقب الشمس ابن أبي عمر في مجلد جمع النحدث إسماعيل بن الخباز، قال الذهبي: و ما رأيت سيرة عالم أطول منها أبداً".
18- ذكر ابن رجب ثناء النووي على شيخه ابن أبي عمر وهو قوله: هذا أجل شيوخي. قال ابن حميد:" رأيت خط الإمام النووي على جزء من جامع الترمذي بالقراءة عليه، ومدحه مدحا بليغاً وكتب عليه له الشمس بالسماع والإجازة".
19- قول ابن رجب ونقلت من خط ابن أبي عمر ومما أفتى في رجل استأجر أرض قرية في زمن الأمن ، ثم وقع فيها الخوف من الإفرنج، وتعذر عليه زرع أكثر أراضيها بسبب الخوف: أنه يجوز له الفسخ..قال ابن حميد: " هذا هو المذهب قال في الإقناع[528/3] : (ولو حدث خوف علم يمنع من سكنى المكان الذي فيه العين المؤجرة[ط التركي :المستأجرة] أو حصر البلد فامتنع خروج المستأجر إلى الأرض فله الفسخ. )انتهى ونحوه في المنتهى والغاية".
20- في ترجمة التنوخي عند ذكر مصنفاته:
"رأيته في مجلدين ضخمين سماه الممتع، لكنه في الغالب يقتصر على حل كلام المقنع فقط.
وبالجملة فكل شروح المقنع بل وجميع شروح كتب المذهب بعد الشرح الكبير مقدمات، وكل الصيد في جوف الفرا، فرحمة الله تغشى ضريح مؤلفه[كلمتين لم أستطع قراءتها] المسمى المبدع لابن مفلح ربما أن فيه تحقيقات يحتاج إليها".
21- في ترجمة الطوفي عند ذكر مصنفاته منها. مختصر الروضة قال ابن حميد:"سماه البلبل، جزء لطيف .. وهو كتاب نفيس قد من الله به على عبده الحقير فطالعه وانتفع به كثيراً؛ لحسن عبارته،...على نمط مختصر ابن الحاجب رحمهم الله تعالى ونفع بهم"
22- في ذكر مصنفات الطوفي : عند ذكر ابن رجب الإنتصارت الإسلامية قال ابن حميد:"ورأيت نقلا عنه في كتاب له سماه الإشارات الإلهية في غرائب التفسير، وهو نفيس.
تنبيه: في ترجمة الطوفي في ذكر سنة ولادته في طبعتي الكتاب (366/2) ط الفقي وتبعه العثيمين في طبعته(404/4) : (ولد سنة بضع وسبعين وسبعمائة) والذي في المخطوط (218/ب) أنها بضع وسبعين وستمائة، وهو الصواب.
23-في ترجمة ابن تيمية حين ذكر الحافظ أن ابن الزملكاني كتب على إبطال التحليل وترحم عليه وأثنى عليه ثناء عظيماً..الخ قال ابن حميد:" لكن ابن الزملكاني انقلب وكذا أبو حيان، ونسب إليه مانسب، وعند الله تجتمع الخصوم".
وقال في آخر النسخة: " اعلم أن المؤلف لم يذكر بعد الخمسين وسبعمائة-كما ترى- مع أن وفاته تأخرت إلى سنة 795 هـ، لكن كأن المنية اخترمته ، وقد ترك ايضاً جما غفيراً خصوصاً من أهل المائة الثامنة الذين هم في عصره، فقد ذكر منهم الحافظ ابن حجر جملة. أما مابعد الخمسين وسبعمائة فجمعتهم في طبقات مستقلة سميتها" السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة"، وأما من أهمل ذكرهم ممن قبل فتتبعت جملة منهم..ولكن لايسع هامش هذه النسخة لنقل عشرهم، فنقلت بعضه في أوراق، وأنا على عزم أن أجمعهم في جزء مفرد من أول ابتدائه إلى انتهائه ، وأرتبه إما على السنين-كالأصل- أو على الأسماء وهو أسهل ، وأسميه إن شاء الله تعالى" غاية العٓجٓب في تتمة طبقات ابن رجب" ، والله أعلم هل أتم هذا الكتاب ام لا؟

مشاري بن عبدالرحمن السلمي
1436/21/12هـ

المصدر...